علم الفلك

حساب الساعات الفلكية وشرح الأوقات السعيدة والنحيسة وربط الأعمال الروحانية بها

موقع روحانيات – بإدارة حكيم روحاني

حساب الساعات الفلكية وشرح الأوقات السعيدة والنحيسة وربط الأعمال الروحانية بها

موقع روحانيات – بإدارة حكيم روحاني

تقوم العلوم الروحانية القديمة على مبدأ الترابط بين ما يجري في العالم الأرضي وما يتحرك في عالم الأفلاك والكواكب، حيث يُنظر إلى الزمن لا بوصفه رقمًا ثابتًا، بل بوصفه حالة متغيّرة تتبدّل بتبدّل حركة الشمس والقمر والكواكب. ومن أهم مفاتيح هذا الترابط ما يُعرف باسم الساعات الفلكية، وهي من الأسس الجوهرية التي يقوم عليها أي عمل روحاني منضبط، سواء كان القصد منه التيسير، أو القبول، أو الرزق، أو غير ذلك من المقاصد المشروعة.

الساعات الفلكية تختلف اختلافًا جوهريًا عن الساعات المعروفة عند الناس، فهي ليست ستين دقيقة ثابتة، وإنما تُحسب حسابًا خاصًا يتغيّر من يوم إلى آخر بحسب طول النهار وطول الليل. ولهذا فإن الجهل بها قد يؤدّي إلى فشل العمل الروحاني، أو قلب أثره من نفعٍ إلى عكس المقصود، وهو ما حذّر منه أهل هذا العلم قديمًا.

ما المقصود بالساعة الفلكية

الساعة الفلكية هي جزء من زمن النهار أو الليل، يُقسَّم تقسيمًا متساويًا داخل كل منهما، لا بحسب الساعة العادية، بل بحسب حركة الشمس. فيُقسَّم النهار من شروق الشمس إلى غروبها إلى اثنتي عشرة ساعة فلكية، كما يُقسَّم الليل من غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي إلى اثنتي عشرة ساعة فلكية أخرى. وبذلك يكون مجموع الساعات الفلكية في اليوم أربعًا وعشرين ساعة، لكنها غير متساوية الطول عند قياسها بالدقائق المعروفة.

كل ساعة من هذه الساعات تكون تحت تأثير كوكب من الكواكب السبعة المعروفة في علم الأفلاك القديم، وهي الشمس، والقمر، والمريخ، وعطارد، والمشتري، والزهرة، وزحل. ويتغيّر ترتيب هذه الكواكب في الساعات وفق نظام ثابت، مرتبط بكوكب اليوم وترتيب الكواكب السباعي.

الكواكب السبعة وطبائعها العامة

لكل كوكب طبيعته الخاصة، وتأثيره المعروف في الأعمال الروحانية. فزحل يُعرف بثقله وتأثيره في المنع والتأخير والاختبارات الصعبة، ويُستعمل بحذر شديد وفي أبواب محدودة لا يُقبل عليها المبتدئ. أما المشتري فيُعد من أسعد الكواكب، ويرتبط بالرزق، والبركة، والسعة، والعلوم، وعلو الشأن. ويُعرف المريخ بحدّته وقوته وارتباطه بالنزاع والقطع، وهو من أنحس الكواكب إن استُعمل في غير موضعه. بينما تمثّل الشمس الهيبة والظهور والسلطة المعنوية، وترتبط الزهرة بالمحبة والودّ والأنس والجمال. ويُعد عطارد كوكب الفكر والكتابة والتجارة والتواصل، في حين يرتبط القمر بالتغيّر والروحانيات الرقيقة والحالات النفسية والأسفار القصيرة.

وبناءً على هذه الطبائع، تُعدّ ساعات بعض الكواكب أوقاتًا سعيدة لأعمال الخير، بينما تُعدّ ساعات أخرى نحيسة إذا استُعملت في غير موضعها، خصوصًا عند من لا يُحسن هذا الباب.

كيفية حساب الساعات الفلكية للنهار

لحساب الساعات الفلكية النهارية، يبدأ الطالب بمعرفة وقت شروق الشمس ووقت غروبها في اليوم المطلوب. ثم يُحسب طول النهار كاملًا بالدقائق من لحظة الشروق إلى لحظة الغروب. بعد ذلك يُقسَّم هذا العدد على اثنتي عشرة ساعة، فيخرج طول الساعة الفلكية النهارية الواحدة. ومن لحظة الشروق يبدأ العدّ، فتكون كل فترة زمنية بطول هذه الساعة ساعةً فلكية مستقلة.

مثال تطبيقي مبسّط

إذا كان شروق الشمس في يومٍ ما عند الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحًا، وكان غروبها عند السابعة وأربعين دقيقة مساءً، فإن طول النهار يُحسب بالدقائق ثم يُقسَّم على اثني عشر. فإذا نتج عن ذلك أن طول الساعة الفلكية الواحدة يقارب سبعًا وستين دقيقة، فإن الساعة الأولى تبدأ من لحظة الشروق وتنتهي بعد هذه المدة، ثم تبدأ الثانية بعدها مباشرة، وهكذا حتى تكتمل اثنتا عشرة ساعة.

ربط الساعات بالكواكب وكوكب اليوم

لكل يوم من أيام الأسبوع كوكب حاكم معروف، فالسبت لزحل، والأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشتري، والجمعة للزهرة. والقاعدة الأساسية في هذا الباب أن الساعة الفلكية الأولى من النهار تكون تحت حكم كوكب اليوم نفسه، ثم تتوزّع بقية الساعات وفق الترتيب السباعي المعروف للكواكب، وهو ترتيب دائري لا ينقطع.

بهذا النظام يستطيع الطالب أن يعرف بدقّة أي كوكب يحكم كل ساعة من ساعات النهار أو الليل، وأن يختار الوقت الموافق لطبيعة العمل الذي يريد الإقدام عليه.

الساعات السعيدة والساعات النحيسة

تُعدّ ساعات المشتري من أنسب الساعات لأعمال الرزق والبركة والتيسير وطلب العلم، كما تُعدّ ساعات الزهرة مناسبة لأعمال المحبة والودّ وإصلاح العلاقات، وتُستعمل ساعات الشمس في أعمال الهيبة والظهور وطلب المنزلة. أما ساعات عطارد فتُناسب الأعمال الفكرية والتجارية والتعليمية، في حين تُستعمل ساعات القمر للأعمال الروحانية الرقيقة.

في المقابل، ينبغي الحذر من استعمال ساعات المريخ وزحل في أعمال المحبة أو التيسير أو القبول، لأن سوء اختيار الوقت قد يقلب الأثر إلى نزاع أو نفور أو تعطيل، وهو ما نبّه عليه أهل هذا العلم قديمًا.

ربط الأعمال الروحانية بالساعات عمليًا

من أراد عملًا للرزق، فالأفضل أن يختار ساعة من ساعات المشتري، خصوصًا في يوم الخميس. ومن قصد عملاً للمحبة المباحة، فالأولى أن يكون في ساعة من ساعات الزهرة، خاصة يوم الجمعة. ومن أراد عملاً علميًا أو تجاريًا، فإن ساعات عطارد هي الأنسب. وبهذا يتعلّم الطالب أن يربط بين نوع العمل، وطبيعة الكوكب، والساعة الفلكية الموافقة، فيتحقق الانسجام بين الطلب والوقت.

خاتمة تعليمية

إن معرفة الساعات الفلكية ليست علمًا ثانويًا، بل هي من أساسيات الانضباط في العلوم الروحانية، إذ لا يكفي حسن النية أو صحة الصيغة دون مراعاة الوقت المناسب. وكلما ازداد الطالب فهمًا لحساب هذه الساعات وربطها بطبائع الكواكب، كان عمله أقرب إلى الاتزان والقبول، وأبعد عن الارتجال والعشوائية. وبهذا الفهم يستطيع الزائر أن يبدأ بنفسه في حساب الساعات الفلكية لمدينته، واختيار الأوقات المناسبة لأعماله، وترك ما قد يجرّ عليه أثرًا غير محمود.

وهذه هي الساعات الفلكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى